دعنا نسافر قليلًا إلى الماضي، عندما كنت تعود من المدرسة لتشاهد برامجك المفضلة من الرسوم المتحركة، كنت تسرع لكي تدرك شارة البداية من أبطال الديجيتال، أو تستمتع إلى مدينة النخيل، أو قد تكون من الجيل الذي عاصر ضحكة سيلفر وغناء سامي كلارك.
فكر مرة أخرى في طفولتك. حاول أن تتذكر أول فيلم لك من ديزني، أو ربما مجرد التفكير في الفيلم الذي أنت معجب به للغاية. فكر في العودة إلى سحر مشاهدة هذا الفيلم بلا كلل أو ملل، حيث يبدو أنكَ تتوقع نتائج مختلفة. بالنسبة لي، فإن الفيلمين اللذين يتبادران إلى الذهن هما “أليس في بلاد العجائب” و “كوكب الكنز”.
استديو جيبلي معروف جيدًا في اليابان كديزني، إذ ينتج الاستديو أفلامًا من الفلكلور الياباني. أفلام مثل “My Neighbor Totoro” و “Ponyo” و “Spirited Away” هي أمثلة ممتازة على أنواع الرسوم المتحركة.
“تعد المقاربة ما بين الحكاية الموروثة الزاخرة بمبادئ المجتمع وقيمها، وبين الطرق والتقنيات الحديثة في عرض القصة، من أهم السمات التي يتفرّد بها الأنميشن. ولكن مع ذلك يظل المستقبل مظلم في المملكة.”
– د/ عصام بخاري.
يوم الأحد الماضي حضرت باسم موقع أنمي أبديت ندوة الساعة الواحدة، وموضوعها كان مستقبل صناعة الأنمي. إذ كان الضيوف هم الدكتور عصام بخاري مدير التنفيذي لشركة مانجا للإنتاج، والسيد مالك نجر شريك مؤسس في استيديو وشركة ميركوت، والسيد عمر بن دهلوس رسام ومحرك، والسيد أيمن طارق جمال مخرج فيلم بلال.
بدأ الحديث بـ السؤال الأول: تطور صناعة الأنميشن في المملكة وقرعها للأسواق العالمية، أكانت تجربة جيدة؟
عصام:-
نحن لا نصنع أنميشن فقط، بل نحنُ نبني أجيال قادمة؛ إذ أن الطبقة الديمغرافية التي نستهدفها يقضون وقتًا كبيرًا في المحتوى الترفيهي. ومن يتصدر مشهد الصناعة هم الولايات المتحدة واليابان.
أيمن:-
التجارب التي خضناها والأحلام المصاحبة لفيلم بلال كانت أكبر مما توقعنا. إذ كان المخطط له فقط إنتاج الفيلم باللغتين العربية والإنجليزية. ولكن في كل المحافل الدولية تأتي شركات ودول تطلب شراء حقوق الفيلم لدبلجته. والفائض من الأرباح كان أكثر من المتوقع.
مالك:-
التجربة المحلية ما يزال أمامها الكثير لتطويره ولا تزال متواضعة ولا تقارن بالسوق العالمي. ويعود ذلك بسبب نقص التدريب. ولا يوجد سوق تنافسي حي قابل لتكيف مع العرض والطلب.
عمر:-
الفرص زادت وقلت المخاطرة إذ كثرة السيولة في السوق، وتعتبر سنة 2020 هي العصر الذهبي لصناعة الانميشن المحلي.
 السؤال الثاني: عندما نتحدث عن القوة المحلية نرى رسامين كثر ومحركين أقل لماذا؟
عصام:-
يجب أن نرى كيف كنا وأين سنكون. لدينا عروض لفيلم الرحلة وفي قادم الزمان. وكنا في الخليج العربي والسعودية مستهلكين للمحتوى ولذا يجب أن نبادر ونصنع تجارب إقليمية ذات جودة عالية تقارع العالمية.
مالك:-
كما قلت سابقًا في النهاية الأمر يرجع للسوق وإذ أن الرسم مهارة وليست بتلك الصعوبة المرتفعة، ولكن التحريك ليس فنًا بل هو مهارة تتطلب الصبر و المثابرة، كل محرك يستطيع أن يرسم ولكن ليس كل رسام يستطيع أن يحرك…
عمر مقاطعًا مالك:-
أسلوب الرسم هو من يحكم بالرسامين والمحركين، وليس السوق. فهناك نظام الرسم المتكرر في كل إطار “FBF” أو بصلصال على طريقة “Step-motion” أو الأسلوب الروسي الأقرب للحقيقة والواقع. ونحنُ في الاستديو جميع المحركين رسامون في الأصل. ونرى بأن سوق الرسامين في انخفاض في حين الموشن جرافيكس بازدياد.
أيمن:-
جميع ما قيل يخص الإنتاج ثنائي الأبعاد ولكن في عالم ثلاثي الأبعاد هناك 14 خط إنتاج مختلف. عدد المسؤولين الذين كانوا خلف عالم بلال أكثر من 360 شخص. ولم نركز على الخلفية الدراسية بل وظفنا على التجارب الشخصية…
عصام:-
يجب أن ندرس التجربة الكورية في الترويج عن ثقافتها من kpop  وإلى الدراما والمانهو إذ كانت الحكومة تعطي المنتجين قروض ميسرة لتساعد في انتشارها. وأيضا دولة أيسلندا وكيف ارتفعت نسبة السياحة فيها.
استطعنا أن نحصل على مقابلة صوتية مع السيد مالك نجر:-
في الختام، بدأ تاريخ الرسوم المتحركة قبل أكثر من مئتي عام. لربما حاول البشر تصوير الحركة التي تعود إلى فترة العصر الحجري القديم. إذ قدمت لعبة الظل والفانوس السحري عروضًا شهيرة مع صور معروضة على الشاشة، تتحرك نتيجة للتلاعب باليد  أو بعض الميكانيكيات البدائية. وفي عام 1833، قدم فيناكيستسكوب المبادئ الاصطرابية  للرسوم المتحركة الحديثة ، والتي مهدة الطريق بعد عقود لتأسيس السينما. فهل نحتاج فيناكيستسكوب محلي. ليشق الطريق لنا؟